شاعر وقاص
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شاعر وقاص
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيل

 

 أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ - أبو ذؤيب الهذلي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حمدي
مؤلف محتويات ومواضيع هذا المنتدى
مؤلف محتويات ومواضيع هذا المنتدى




أَمِنَ    المَنونِ    وَريبِها    تَتَوَجَّعُ   - أبو ذؤيب الهذلي Empty
مُساهمةموضوع: أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ - أبو ذؤيب الهذلي   أَمِنَ    المَنونِ    وَريبِها    تَتَوَجَّعُ   - أبو ذؤيب الهذلي Emptyالسبت 9 مارس 2013 - 13:42



1

أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ *** وَالدَهرُ لَيسَ بِمُعتِبٍ مِن يَجزَعُ

2

قالَت أُمَيمَةُ ما لِجِسمِكَ شاحِبًا *** مُنذُ ابتَذَلتَ وَمِثلُ مالِكَ يَنفَعُ

3

أَم ما لِجَنبِكَ لا يُلائِمُ مَضجَعًا *** إِلّا أَقَضَّ عَلَيكَ ذاكَ المَضجَعُ

4

فَأَجَبتُها أَن ما لِجِسمِيَ أَنَّهُ *** أَودى بَنِيَّ مِنَ البِلادِ ووَدَّعوا

5

أَودى بَنِيَّ وَأَعقَبوني حَسْرَةً *** بَعدَ الرُقادِ وَعَبرَةً لا تُقلِعُ

6

وَلَقَد أَرى أَنَّ البُكاءَ سَفاهَةٌ *** وَلَسَوفَ يولَعُ بِالبُكا مِن يَفجَعُ

7

سَبَقوا هَوَىَّ وَأَعنَقوا لِهَواهُمُ *** فَتُخُرِّموا وَلِكُلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

8

فَغَبَرتُ بَعدَهُمُ بِعَيشٍ ناصِبٍ *** وَإَخالُ أَنّي لاحِقٌ مُستَتبَعُ

9

وَلَقَد حَرِصتُ بِأَن أُدافِعَ عَنهُمُ *** فَإِذا المَنِيِّةُ أَقبَلَت لا تُدفَعُ

10

وَإِذا المَنِيَّةُ أَنشَبَت أَظفارَها *** أَلفَيتَ كُلَّ تَميمَةٍ لا تَنفَعُ

11

فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها *** سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ

12

حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ *** بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ

13

وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ *** أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ

14

وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها *** فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ

15

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ *** جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ

16

صَخِبُ الشَوارِبِ لا يَزالُ كَأَنَّهُ *** عَبدٌ لِآلِ أَبي رَبيعَةَ مُسبَعُ

17

أَكَلَ الجَميمَ وَطاوَعَتهُ سَمحَجٌ *** مِثلُ القَناةِ وَأَزعَلَتهُ الأَمرُعُُ

18

بِقَرارِ قيعانٍ سَقاها وابِلٌ *** واهٍ فَأَثجَمَ بُرهَةً لا يُقلِعُ

19

فَلَبِثنَ حينًا يَعتَلِجنَ بِرَوضَةٍ *** فَيَجِدُّ حينًا في العِلاجِ وَيَشمَعُ

20

حَتّى إِذا جَزَرَت مِياهُ رُزونِهِ *** وَبِأَيِّ حينِ مِلاوَةٍ تَتَقَطَّعُ

21

ذَكَرَ الوُرودَ بِها وَشاقى أَمرَهُ *** شُؤمٌ وَأَقبَلَ حَينُهُ يَتَتَبَّعُ

22

فَافتَنَّهُنَّ مِن السَواءِ وَماؤُهُ *** بِثرٌ وَعانَدَهُ طَريقٌ مَهيَعُ

23

فَكَأَنَّها بِالجِزعِ بَينَ نُبَايعٍ *** وَأولاتِ ذي العَرجاءِ نَهبٌ مُجمَعُ

24

وَكَأَنَّهُنَّ رِبابَةٌ وَكَأَنَّهُ *** يَسَرٌ يُفيضُ عَلى القِداحِ وَيَصدَعُ

25

وَكَأَنَّما هُوَ مِدوَسٌ مُتَقَلِّبٌ *** في الكَفِّ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَضلَعُ

26

فَوَرَدنَ وَالعَيّوقُ مَقعَدَ رابِىءِ الضـ *** ـضُرَباءِ فَوقَ النَظمِ لا يَتَتَلَّعُ

27

فَشَرَعنَ في حَجَراتِ عَذبٍ بارِدٍ *** حَصِبِ البِطاحِ تَغيبُ فيهِ الأَكرُعُ

28

فَشَرِبنَ ثُمَّ سَمِعنَ حِسًّا دونَهُ *** شَرَفُ الحِجابِ وَرَيبَ قَرعٍ يُقرَعُ

29

وَنَميمَةً مِن قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ *** في كَفِّهِ جَشءٌ أَجَشُّ وَأَقطُعُ

30

فَنَكِرنَهُ فَنَفَرنَ وَامتَرَسَت بِهِ *** عَوْجَاءُ هادِيَةٌ وَهادٍ جُرشُعُ

31

فَرَمى فَأَنفَذَ مِن نَجودٍ عائِطٍ *** سَهمًا فَخَرَّ وَريشُهُ مُتَصَمِّعُ

32

فَبَدا لَهُ أَقرابُ هذا رائِغًا *** عَجِلًا فَعَيَّثَ في الكِنانَةِ يُرجِعُ

33

فَرَمى فَأَلحَقَ صاعِدِيًّا مِطحَرًا *** بِالكَشحِ فَاشتَمَّلَت عَلَيهِ الأَضلُعُ

34

فَأَبَدَّهُنَّ حُتوفَهُنَّ فَهارِبٌ *** بِذَمائِهِ أَو بارِكٌ مُتَجَعجِعُ

35

يَعثُرنَ في عَلَقِ النَّجِيعِ كَأَنَّما *** كُسِيَت بُرودَ بَني يَزيدَ الأَذرُعُ

36

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ *** شَبَبٌ أَفَزَّتهُ الكِلابُ مُرَوَّعُ

37

شَعَفَ الكِلابُ الضارِياتُ فُؤادَهُ *** فَإِذا يَرى الصُبحَ المُصَدَّقَ يَفزَعُ

38

وَيَعوذُ بِالأَرطى إِذا ما شَفَّهُ *** قَطرٌ وَراحَتهُ بَلِيلٌ زَعزَعُ

39

يَرمي بِعَينَيهِ الغُيوبَ وَطَرفُهُ *** مُغضٍ يُصَدِّقُ طَرفُهُ ما يَسمَعُ

40

فَغَدا يُشَرِّقُ مَتنَهُ فَبَدا لَهُ *** أَولى سَوابِقَها قَريبًا توزَعُ

41

فانْصَاعَ مِن فَزَعٍ وَسَدَّ فُروجَهُ *** غُبرٌ ضَوارٍ وافِيانِ وَأَجدَعُ

42

فَنَحا لَها بِمُذَلَّقَينِ كَأَنَّما *** بِهِما مِنَ النَضحِ المُجَدَّحِ أَيدَعُ

43

يَنهَسنَهُ وَيَذُبُّهُنَّ وَيَحتَمي *** عَبلُ الشَوى بِالطُرَّتَينِ مُوَلَّعُ

44

حَتّى إِذا ارتَدَّت وَأَقصَدَ عُصبَةً *** مِنها وَقامَ شَريدُها يَتَضَرَّعُ

45

فَكَأَنَّ سَفّودَينِ لَمّا يُقتَرا *** عَجِلا لَهُ بِشَواءِ شَربٍ يُنزَعُ

46

فَبَدا لَهُ رَبُّ الكِلابِ بِكَفِّهِ *** بيضٌ رِهافٌ ريشُهُنَّ مُقَزَّعُ

47

ففَرَمى لِيُنقِذَ فَرَّها فَهَوى لَهُ *** سَهمٌ فَأَنفَذَ طُرَّتَيهِ المِنزَعُ

48

فَكَبا كَما يَكبو فِنيقٌ تارِزٌ *** بِالخُبتِ إِلّا أَنَّهُ هُوَ أَبرَعُ

49

وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ *** مُستَشعِرٌ حَلَقَ الحَديدِ مُقَنَّعُ

50

حَمِيَت عَلَيهِ الدِرعُ حَتّى وَجهُهُ *** مِن حَرِّها يَومَ الكَريهَةِ أَسفَعُ

51

تَعدو بِهِ خَوصاءُ يَفصِمُ جَريُها *** حَلَقَ الرِحالَةِ فَهِيَ رِخوٌ تَمزَعُ

52

قَصَرَ الصَبوحَ لَها فَشَرَّجَ لَحمَها *** بِالنَيِّ فَهِيَ تَثوخُ فيها الإِصبَعُ

53

تَأبى بِدُرَّتِها إِذا ما استُكرِهَت *** إِلّا الحَميمَ فَإِنَّهُ يَتَبَضَّعُ

54

مُتَفَلِّقٌ أَنساؤُها عَن قانِئٍ *** كَالقُرطِ صاوٍ غُبرُهُ لا يُرضَعُ

55

بَينَنا تَعَانُقِهِ الكُماةَ وَرَوغِهِ *** يَومًا أُتيحَ لَهُ جَريءٌ سَلفَعُ

56

يَعدو بِهِ نَهِشُ المُشاشِ كَأَنّهُ *** صَدَعٌ سَليمٌ رَجعُهُ لا يَظلَعُ

57

فَتَنَازَلا وَتَواقَفَت خَيلاهُما *** وَكِلاهُما بَطَلُ اللِقاءِ مُخَدَّعُ

58

يَتَنَاهَبَانِ المَجدَ كُلٌّ واثِقٌ *** بِبَلائِهِ وَاليَومُ يَومٌ أَشنَعُ

59

وَكِلاهُما مُتَوَشِّحٌ ذا رَونَقٍ *** عَضبًا إِذا مَسَّ الضَريبَةَ يَقطَعُ

60

وَكِلاهُما في كَفِّهِ يَزَنِيَّةٌ *** فيها سِنانٌ كَالمَنارَةِ أَصلَعُ

61

وَعَلَيهِما مَاذِيَّتَانِ قَضاهُما *** داودٌ أَو صَنَعُ السَوابِغِ تُبَّعُ

62

فَتَخالَسا نَفسَيهِما بِنَوافِذٍ *** كَنَوافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرقَعُ

63

وَكِلاهُما قَد عاشَ عيشَةَ ماجِدٍ *** وَجَنى العَلاءَ لَو انَّ شَيئًا يَنفَعُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أَمِنَ المَنونِ وَريبِها تَتَوَجَّعُ - أبو ذؤيب الهذلي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شاعر وقاص :: بحر الكامل-
انتقل الى: